عن كتاب الطريق الذي سُلك إلى الفلسفة الحقة

شاء الله أن يكون أول عمل أنشره تحقيق وشرح، وليس تأليف. ذهبت إلى هذا الحقل وحقل الترجمة تهيبا من التأليف، ووفقني الله تحقيق وشرح كتاب "Jidka Loo Soo Maray Falsafadda Runta Ah" بمعنى "الطريق الذي سُلك إلى الفلسفة الحقة" لمحمد عبدي طنكال، العضو السابق بمكتب الأيديولوجي لحزب الإشتراكي الثوري الصومالي.

صدر الكتاب عن المطبعة الوطنية قبل أربعين عاما، ولم يتداول حينها بشكل واسع، وهو أول عمل مترجم (استوحي من نصين مختلفين) إلى الصومالية بعد إعتماد أبجدية "شري" اللاتينية التي حلت محل أبجدية "فر وداد" العريقة والمكتوبية بالأحرف العربية ومجموع أبجديات أخرى ناهزت العشرين مطلع السبعينيات.

طنكال إنسان مميز وقصته ملحمية، تبرز رحلته حتى بين قصص جيل الحرية المليئة بالدراما. مثقف ماركسي نشط من بداية الستينيات وخاض حربا على إدارة الزعيمان شرماكي/عقال ورافق الثورة أكتوبر من البداية ثم تصادم معها في عقدها الأول إلى أن خرج من البلد مطاردا أواخر السبعينيات أو بذاية الثمانينيات.

هذا النص المستوحى من كتابين بالروسية يعتبر مقدمة قصيرة لتاريخ الفلسفة إلى أن وصلت ذروتها بالماركسية الينينية حسب المؤلف وصدر من مطبعة هيل برس نهاية عام الفائت بعد تهذيب وتحرير لغوي وشرح عادل نص الأصلي من حيث الحجم. ثم أضفت إليه مقدمة تمهيدية وسيرة قصيرة عن حياة وتوجهات الكاتب، هذه المقدمة مع قصرها وقلة تفاصيلها لكنها شيئ الوحيد المنشور عنه مع الأسف.

بنسبة لي إعادة النشر هذه موقف من الموقف المستبطن من قبل تيار جارف يتنكر لإنجازات الأجيال السابقة والتاريخ الصومالي ما قبل الإستعمار كما لو أن الحياة بدأت في هذه البقعة من الأرض في عام 1885 والتفكير فيها بدأ مع أولسيمنار حضره أحدهم بتمويل أممي.

---

لمن أراد الشراء، الكتاب متوفر عند المكتبات ويمكن طلبه من الناشر مباشرة عبر التواصل مع Maktabadda Hiil Press.

--- الصورة لأحد القراء.